الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة
شرح كتاب بهجة قلوب الأبرار لابن السعدي
82286 مشاهدة
إعانة الناس صدقة

بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. قال رحمه الله تعالى: الحديث الرابع عشر: عن أبي موسى رضي الله عنه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان إذا أتاه سائل أو طالب حاجة قال: اشفعوا فلتؤجروا ويقضي الله على لسان رسوله ما شاء متفق عليه .


هذا حديث شريف فيه أن نبي الله -صلى الله عليه وسلم- كان يحرص على نفع المسلمين، وعلى قضاء حوائجهم، ويحرص على أن بعضهم ينفع بعضا، ويؤيد بعض المؤمنين بعضا؛ وذلك من باب التعاون الذي أمر الله به؛ الأمر بالتعاون على البر والتقوى، ومدحه النبي -صلى الله عليه وسلم- وأثنى على من ينفع إخوته فقال -صلى الله عليه وسلم- من يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة، ومن فرج عن مسلم كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه فهكذا إذا جاءه صاحب حاجة يقول لأصحابه: اشفعوا تؤجروا ويقضي الله على لسان نبيه ما شاء اشفعوا تؤجروا يعني أنكم إذا شفعتم سواء شفاعة عنده -صلى الله عليه وسلم- أو عند ذوي الحاجات فلكم أجر على هذه الشفاعة. ويقضي الله تعالى على لسان نبيه ما شاء من الأمور التي قدر وجودها وقدر قضاءها، فإنه سبحانه يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد، وقد جعل لقضاء الحوائج أسبابا.